للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

آلاف «١» درهم التي أنفذتها، تكون له في منزله، وأدفع إليه ثلاثة آلاف «٢» درهم لنفقته، ليتحمل بها إلينا» فأخذت الثلاثة والعشرة، ودخلت إلى منزلي والرجل معي، فأكلنا ذلك الطعام، وازددت فيه وفي الشراب، واشتريت فاكهة، واتسعت، ووهبت لضيفي من الدراهم ما يهدي به هديّة لعياله، وأخذت في الجهاز، ثم ما زلت معه حتى صرنا إلى الرقة إلى باب بزيد [بن مزيد] ، فدخل الرجل فاذا هو أحد حجابه، فوجده في الحّمام، فخرج إلي فجلس معي قليلاً، ثم خبر الحاجب بأنه [قد] خرج من الحمام، فأدخلني إليه، فاذا هو على كرسي جالس، وعلى رأسه وصيفة بيدها غلاف مرآة، وبيده [هو] مرآة ومشط «٣» يسرح [به] لحيته، فقال لي: يا مسلم، ما الذي أبطأ بك عنّا؟

فقلت: أبها الأمير، قلة ذات اليد، قال: فأنشدني، فأنشدته قصيدتي التي جئته بها»

:

أُجْرِرْتُ حَبْلَ خَلِيعِ في الصِّبَا غَزِلٍ «٥» ... وَشَمَّرَتْ هِمَمُ الْعذَّالِ في الْعَذَلِ «٦»

هَاجَ البُكَاءَ عَلَى «٧» العَيْنِ الطَّمُوحِ هَوُى ... مفرّق بَيْنَ تَوْدِيعٍ وَمُرْتَحَل «٨»

أمَا كَفى اُلْبَينَ أَنْ أرمى بأسهمه ... حتّى رماني بلحاظ الأعين النّجل