للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ممَّا جَنَتْ «١» لِي وَإنْ كانَتْ مُنًى «٢» صَدَقَتْ ... صبَابَةً خُلَسُ التَّسْلِيمَ بِالقُبَلِ «٣»

فلما صرت [فيها] إلى قولي:

مُوفٍ عَلى مُهَجٍ في يَوْمِ ذِي رَهَجٍ «٤» ... كأنّهُ أَجَلٌ يَسْعَى إِلى أَمَلِ

تَرَاهُ في الأمْنِ في دِرْعٍ مُضَاعَفَةٍ «٥» ... لاَ يأمن الدّهر أن يدعى «٦» على عجل

لا يعبق الطِّيْبُ خَدَّيْهِ وَمَفْرِقَهُ ... وَلاَ يُمَسِّحُ عَيْنَيْهِ مِنَ الكُحُلِ

-: وضع المرآة في غلافها، وقال للجارية: انصرفي، فقد حرم مسلمٌ علينا الطيب، فلما فرغت من القصيدة، قال لي: يا مسلم، أتدري ما الذي حداني على أن وجهت إليك؟ فقلت: لا والله، ما أدري. فقال: كنت عند الرشيد منذ ليالٍ أغمز رجليه إذ قال لي: يا يزيد، من القائل فيك «٧» :

سَلَّ الخَلِيفَةُ سَيْفاً مِنْ بَنِي مَطَرٍ ... يَمضِي فَيَخْتَرِمُ الأَجْسَادَ «٨» وَاَلْهَامَا

كالدَّهْرِ لا ينثني عمّا يهمّ به ... قد أوسع النّاس إنعاما وَإِرْغَامَا

فقلت له: لا والله، ما أدري! فقال الرشيد: يا سبحان الله! [إنك لمقيمٌ على أعرابيتك، يقال فيك مثل هذا الشعر] ولا تدري من قائله؟! [فسألت