عن قائله] فأخبرت أنك أنت هو، فقم حتى أدخلك على الرشيد «١» . فما علمت حتى خرج عليَّ الإذن، [فأذن لي] . فدخلت على الرشيد، وأنشدته مالي فيه من الشعر، فأمر لي بمائتي «٢» ألف درهم. فلما انصرفت إلى يزيد أمرلى بمائة ألف وتسعين ألف درهم، وقال: لا يجوز [لي] أن أعطيك مثل ما أعطاك أمير المؤمنين. وأقطعني إقطاعات تبلغ غلتها مائتي ألف درهم.
قال مسلم: ثم أفضت بي الأمور بعد ذلك إلى أن أغضبني، فهجوته، فشكاني إلى الرشيد، فدعاني، فقال: أتبيعني عرض يزيد؟ قلت: نعم، يا أمير المؤمنين. فقال [لي]«٣» : بكم؟ فقلت: برغيفٍ! فغضب حتى خفته على نفسي، وقال: قد كنت أرى أن أشتريه منك بمالٍ جسيمٍ، فلست أفعل ولا كرامة، فقد علمت إحسانه إليك، أنا نفيٌّ «٤» عن أبي، ولله ثم والله «٥» لئن بلغني أنك هجوته لأنزعن لسانك من بين فكَّيك. فأمسكت عنه بعد ذلك، وما ذكرته بخيرٍ ولا بشرّ.
روى أبو الفرج الأصبهاني عن عمرو بن بانة «٦» قال: ركبت يوماً الى دار صالح بن الرشيد، فاجتزت بمحمد بن جعفر بن موسى الهادي، وكان معاقراً للصبوح، فألفيته في ذلك اليوم خالياً منه، فسألته عن السبب «٧» في تعطيله إياه؟