فقال: نيران علي غضبى «١» - يعني جاريةً كانت «٢» لبعض النخاسين ببغداد، وكانت إحدى المحسنات، وكانت بارعة الجمال، ظريفة اللسان، وكان قد أفرط في حبِّها، حتى عرف بها «٣» -: فقلت له: ما تحبُّ؟ قال: تجعل طريقك على مولاها، فانه سيخرجها «٤» إليك، فاذا فعل دفعت رقعتي هذه إليها، ودفع لي رقعةً فيها «٥» :
فقلت له:[نعم] أنا أتحمل هذه الرسالة، وكرامةً، على ما فيها، حفظاً لروحك عليك؛ فإني لا آمن أن يتمادى بك هذا الأمر. فأخذت الرقعة، وجعلتُ طريقي على منزل النخَّاس، فبعث للجارية «٨» : اخرجي، فخرجت، فدفعت إليها الرقعة، وأخبرتها بخبري، فضحكت، ورجعت «٩» الى الموضع الذي خرجت منه، فجلست جلسةً خفيفةً، ثم إذا بها قد وافَتْني ومعها رقعة فيها: