قال: فأخذت الرقعة منها، وأوصلتها اليه، وصرت الى منزل لي «٤» ، فصنعت في شعر «٥» محمد بن جعفرٍ لَحْناً، وفي شعرها «٦» لحناً. ثم سرت إلى الأمير صالح بن الرشيد، فعرفته ما كان من خبري، وغنيته الصوتين. فامر بإسراج دوابّه، فأسرجت، وركب وركبت معه الى النخَّاس- مولى نيران- فما برحنا حتى اشتراها بثلاثة آلاف «٧» دينارٍ، وحملها إلى دار محمد بن جعفر، فوهبها له. فأقمنا يومنا عنده.
قال القاضي أبو علي المحسّن بن أبي القاسم علي «٨» التَّنوخي: خرج رجلان من المدينة، يريدان عبد الله بن عامر بن كُرَبْزٍ، للوفادة عليه: أحدهما من ولد جابر بن عبد الله الأنصاري، والآخر من ثقيف. وكان عبد الله عاملا بالعراق لعثمان بن عفان رضي الله عنه. فأقبلا يسيران، حتى إذا كانا بناحية