للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تنتابُهُ طُلْسُ الذئابِ مغادراً ... في قفْرةٍ متمزق السربالِ «١»

أَوْجرتهُ لَدْنَ المهزَّةِ ذابلاً ... مرنتْ عليهِ أشاجِعِي وخِصالي «٢»

قول عنترة: «مرنت عليه أشاجعي وخصالي» مثل قول قيس بن الخطيم:

ملكتُ بها كفي فأنهرتُ فتْقها ... ترى قائماً «٣» من دونها ما وراءها

وتحت هذا القول معنىً لا يعرف حقيقته إلا من باشر الحرب، ولم يزل فيها طاعناً ومطعوناً «٤» ، وقد يتهجم الإنسان على السرية والموكب فيطعن فيه مخاطراً بنفسه، خائفاً من الموت، فتسترخي يده على الرمح حتى يسبح الرمح في كفه-: فلا يكون للطعنة كبير تأثير. فعنترة وقيسٌ يشيران إلى أنهما ما أصابهما ذلك، ولا استرخت يدهما من الروع.

وقال مؤلف الكتاب «٥» :

إن يحسدوا في السلم من ... زلتي من العز المنيفِ

فبما أُهين النفس في ... يومِ الوغى يوم الصفوفِ

فلطالما أقدمتُ إقدا ... مَ الحتوفِ على الحتوفِ

بعزيمةٍ أمضى على ... حد السيوف من السّيوف