للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أيضا (عن الخريدة) :

لأرمينّ بنفسي كلّ مهلكة ... مخفوفة يتحاماها ذوو الباس

حتى أصادف حتفي فهو أجمل بي ... من الخمول، وأستغني عن الناس

وقال أيضا (عن الخريدة وياقوت) :

نافقت دهري فوجهي ضاحك جذل ... طلق، وقلبي كئيب مكمد باك

وراحة القلب فى الشكوى ولذّتها ... لو أمكنت- لا تساوي ذلّة الشاكي

وقال من قديم شعره (عن الخريدة وياقوت) :

لئن غضّ دهري من جماحي أوثني ... عناني أو زلّت بإخمصي النّعل

تظاهر قوم بالشّمات جهالة ... وكم إحنة فى الصدر أبرزها الجهل

وهل أنا إلّا السّيف فلّل حدّه ... قراع الأعادي ثم أرهفه الصّقل

قال أسامة فى الاعتبار (ص ١٦٠- ١٦١) : «ولم أدر أن الكبر عامّ، يعدي كلّ من أغفله الحمام. فلمّا توقّلت ذروة التسعين، وأبلانى مرّ الأيام والسنين، صرت كجواد العلّاف، لا الجواد المتلاف، ولصقت من الضعف بالأرض، ودخل من الكبر بعضي في بعض، حتى أنكرت نفسي، وتحسّرت على أمسي، وقلت في وصف حالي:

لمّا بلغت من الحياة الى مدى ... قد كنت أهواه تمنيت الردى

لم يبق طول العمر منّى منّة ... ألقى بها صرف الزمان اذا اعتدى

ضعفت قواي وخانني الثّقتان من ... بصري وسمعي حين شارفت المدى

فاذا نهضت حسبت أبى حامل ... حملا، وأمشي إن مشيت مقيّدا

<<  <  ج: ص:  >  >>