وأدبّ في كفّي العصا وعهدتها ... فى الحرب تحمل أسمرا ومهنّدا
وأبيت فى لين المهاد مسهدا ... قلقا كأنّني افترشت الجلمدا
والمرء ينكس فى الحياة، وبينما ... بلغ الكمال وتمّ عاد كما بدا
وأنا القائل بمصر، أذمّ من العيش الراحة والدّعة، وما كان أعجل تقضّيه وأسرعه! «١» :
أنظر إلى صرف دهري كيف عوّدني ... بعد المشيب سوى عاداتي الأول
وفى تغاير صرف الدهر معتبر ... وأيّ حال على الأيّام لم تحل
قد كنت مسعر حرب كلّما خمدت ... أذكيتها باقتداح البيض فى القلل
همّي منازلة الأقران أحسبهم ... فرائسي، فهم منّي على وجل
أمضى على الهول من ليل، وأهجم من ... سيل، وأقدم في الهيجاء من أجل
فصرت كالغادة المكسال مضجعها ... على الحشايا وراء السّجف والكلل
قد كدت أعفن من طول الثّواء كما ... يصديّ المهنّد طول اللبث فى الخلل
أروح بعد دروع الحرب في حلل ... من الدّبيقي، فبؤسا لى وللحلل
وما الرّفاهة من رامي ولا أربي ... ولا التنعم من شاني ولا شغلي
ولست أرضى بلوغ المجد في رفه ... ولا العلى دون حطم البيض والأسل
وكنت أظنّ أن الزمان لا يبلى جديده، ولا يهي شديده، وأني إذا عدت إلى الشأم وجدت به أيامي كعهدي، ما غيّرها الزمان بعدي. فلما عدت كذبتني وعود المطامع، وكان ذلك الظنّ كالسراب اللامع. اللهم غفرا: هذه جملة اعتراضية عرضت، ونفثة همّ أقضّت ثمّ انقضت» .