للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعاداتها، وموضوعاتها، ومجتمعها، وكل لون من ألوان الحياة فيها، فلم يترك عظيمًا ولا حقيرًا، ولا تاجرًا ولا عمدة، ولا خليمًا ولا محاميًا ولا شرطيًّا إلا صورة أدق تصوير.

يتسم الكتاب بروح مصرية خالصة، تتميز بصدقها ودعابتها، ويجمع بين الترسل والسعي دون تكلف ألوان البديع، وبهرجة الألفاظ وزخرفة الكلام، ولا يعتبر الكتاب قصة بالمعنى الفني الحديث لخلوه من العقدة وترابط الأحداث، وإنما هو شبه قصة لظهور شخصية "الباشا" و"عيسى بن هشام" في كل فصل من فصوله، وينفرد المويلحي بإنشائه الرفيع، وتعبيره الصادق، وأسلوبه الأدبي الجميل، ودقته وملاحظته، ونظرته الفاحصة في أصول المجتمع، وأهم ما يميز أسلوبه في إطاره اللغوي:

١- اللجوء إلى الأسلوب القصصي المسجوع في الوصف الخالص، وإلى الأسلوب المرسل في الحوادث والحوار.

٢- تمتاز سجعته بالمتانة، وآراؤه بالبراعة، وتعبيره بالقوة، وتصويره بالجمال، فيأتي أسلوبه محكم الأسر، متين الحبكة.

٣- السهولة والوضوح -أحيانًا- حتى يقترب إلى حد كبير من الحديث الصحفي المباشر.

٤- يتسم بروح نقدية بناءة، دون التعرض لحرمات أي شخص، بجرأة فائقة، وحرية تامة، وبصيرة نافذة.

٥- استخدام بعض الكلمات الدخيلة إذا اقتضتها ضرورة، أو فرضتها ظروف، أو حين التندر.

٦- يتميز بقوة الملاحظة، وشدة التغلغل في صميم الحياة خاصة ما يتعلق بمصالح الجماهير، ويرتبط بها ارتباطًا قويًّا.

٧- كثرة الاستشهاد بشعر أبي العلاء المعري.

برسم المويلحي في كتابه "عيسى بن هشام" صورًا بارعة، ومن بديع رسوم صورة "المحامي الشرعي" الذي قصده "المنيكلي" مع

<<  <   >  >>