للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١- الأهرام:

صحيفة عاصرت الأحداث الجسام التي مرت مصر بها منذ الربع الأخير من القرن التاسع عشر الميلادي، ولا تزال حتى اليوم تؤدي رسالتها في وفاء ودقة وأمانة وحذق والتزام. تأسست ١٨٧٥ بمدينة الأسكندرية بجهود سليم تقلا ١٨٤٩-١٨٩٢ وأخوه بشار تقلا ١٨٥٢-١٩٠١ وكانت أسبوعية في أول أمرها, ثم أصبحت يومية، ولما توفي سليم تقلا استقل أخوه بشارة بها ثم نقلها إلى القاهرة، ولما توفي بشارة تقلا ١٩٠١ آلت إلى ابنه جبرائيل, وبعد تنظيم الصحافة في ١٩٦٠ أصبحت مؤسسة صحافية أشرفت الدولة عليها، ولا تزال -كعهدها- تؤدي رسالتها على الوجه الأكمل.

تولى شيخ الصحافة داود بركات المتوفى ١٩٣٣ رياسة تحرير الأهرام فترة، حرص خلالها على كتابة مقال افتتاحي يومي عنوانه: "السياسة في العالم العربي" ولما لحق بربه خلفه -فيما بين الثلاثينات والأربعينات- أنطون الجميل ١٨٨٧-١٩٤٨، فأحل مكان سلفه موضوعًا إخباريا، يظهر من أسبوع لآخر يشير فيه إلى شيء سياسي هام، يوهم قارئه أن وراء الأفق حدثا ما، وكان من طبيعة الرجل ألا يتجاوز الثلاثين سطرًا في مقالاته، وبذا كان يفرض على القارئ أن يقف طويلًا أمام كل سطر، مما زاد من شأن الأهرام وزيادة توزيعه فوق المائة ألف نسخة, وهذا رقم أسطوري في مجال توزيع الصحف خلال تلك الفترة, وأجمع رجال الصحافة -حينئذ- على أن أنطون الجميل أنسى الناس اسم داود بركات، بعد أن ملأ فراغه من الأدب والسياسة والكياسة.

وحرص أنطون الجميل على عقد ندوات أدبية بدار الأهرام، ولا غرابة

<<  <   >  >>