للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في ذلك فهو أديب كان يحرر منذ ١٩١٠ مجلة "الزهور" المتخصصة في الشعر، وفنون الأدب العربي الجديد الذي ظهرت طلائعه عقب الحركات الوطنية التي سادت العالم العربي، وفي إحدى ندواتها ناقش عباس العقاد أستاذ جامعيا في الزراعة، انتهت الندوة بتبرم الأستاذ الجامعي من معارضة أديب لا صلة له بالزراعة، مما دفع العقاد إلى الانصراف، وعاد بعد أسبوعين يحمل رسالة من تأليفه في المادة الزراعية موضوع المناقشة، وأجمع نفر من أساتذة الجامعة المختصين على صواب العقاد، كما كان كامل الشناوي يحرص على حضور ندوات الأهرام الأدبية وغيرهما من رجال الفكر والثقافة والأدب بمصر.

استقطبت الأهرام العديد من كبار الأدباء والمفكرين في مصر وغيرها من أمثال الدكتور أحمد زكي الملقب بشيخ العروبة ١٨٦٧-١٩٣٤، فقد نشر مقالات عديدة عن رحلاته إلى أوروبا والأندلس خلال سنوات حياته "١٨٩٢-١٩٣٤" وظلت الأهرام مجاله الواسع، وميدانه الطليق في نشر مقالاته وتعليقاته وتحقيقاته في أي وقت. وكتب فيها كذلك محمد توفيق دياب ١٨٨٧-١٩٦٧ بعد توقف جريدته "الجهاد" ١٩٣٩ وظل ينشر مقالاته الوطنية على صفحات الأهرام حتى قامت ثورة يوليو ١٩٥٢.

وعمل الدكتور محمود عزمي ١٨٨٩-١٩٥٤ مستشارًا للشئون الخارجية بها, ونجح خلال عمله بها من تطوير الصحافة العربية ونقلها إلى الأسلوب البسيط السهل. وعمل كذلك بها محمود أبو الفتح ١٨٨٥- ١٩٥٨ محررًا، وحقق واثنين من الصحافيين العالميين أكبر نصر صحفي في أول رحلة جوية للمنطاد الألماني "زيان" في وقت لم يؤلف الطيران العادي في مصر أو خارجها. ولما اختلف مع جبرائيل تقلا لحياد الأهرام في بعض المواقف السياسية، قرر محمود أبو الفتح إنشاء صحيفة يومية تواجه الأهرام، فكانت جريدة المصري ١٩٣٦، وفي الحرب العالمية الثانية كان محمود أبو الفتح أحد ثلاثة من الصحفيين العالميين سمح لهم بدخول خط "ماجينو" في فرنسا، فحقق عن طريق هذه الرحلة النجاح الفني والسياسي والمادي لصحيفة "المصري" وأصبحت ذات خطر على الأهرام أكثر الصحف العربية انتشارًا إذ ذاك.

<<  <   >  >>