للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثانيًا: المقال بالنسبة لاسلوب الكاتب

[المقال الأدبي]

...

ثانيا: المقال بالنسبة لأسلوب الكاتب

قد يعتمد الكاتب في أسلوبه على جلال التعبير، وجمال التصوير، وعذوبة الألفاظ، وخصوبة الخيال فيما يصور أو يعبر. وقد يؤثر الأسلوب الذي يقوم على سرد الحقائق والتدليل عليها، وتحديد المفاهيم بدقة ووضوح وبعد عن المشاعر والعاطف. ومن ثم جاء المقال بالنسبة لأسلوب الكاتب نوعين: أدبي وعلمي.

١- المقال الأدبي:

الذي يدرس شخصية أو ظاهرة أو اتجاها أو أثرا في الأدب والنقد، أو يتناول الفنون الجميلة والنظريات الفلسفية الاجتماعية التي ترسم خطى المثل العليا: الخير والحق والجمال. ويتميز بأسلوب كاتبه وانطباعاته وتجاربه الوجدانية والنفسية، وخلوه من عيوب الأداء اللغوي. وأبرز رجاله: مصطفى لطفي المنفلوطي، ومصطفى صادق الرافعي، وأحمد حسن الزيات، ومي زيادة، وطه حسين، وغيرهم.

يصف محمد إبراهيم المويلحي الأهرام فيقول: "ولما وقفت بنا الركاب في ساحة الأهرام، وقفنا هناك موقف الإجلال والإعظام، قبالة ذلك العام الذي يطاول الروابي والأعلام، والهضبة التي تعلو الهضاب والآكام، والبنية التي تشرف على رضوى وشمام، وتبلى ببقائها جدة الليالي والأيام، وتطوى تحت ظلالها أقوام بعد أقوام، وتفنى بدوامها أعمار السنين والأعوام، خلقت ثياب الدهر وهي لا تزال في ثوبها القشيب، وشابت القرون وأخطأ قرنها وخط المشيب، ما برحت ثانية تناطح مواقع النجوم، وتسخر بثواقب الشهب والرجوم"١.

فقد أبرز المويلحي حقائق، وكشف عما فيها من جمال أو عظة أو تأثير، وخلع عليها من ذوب نفسه ما يثير النفوس إعجابا أو سخطا، وهذا قوام أسلوب المقال الأدبي.


١ راجع: حديث ابن هشام ص٤٠٥ الطبعة الثانية.

<<  <   >  >>