للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الخامس: المقال والأسلوب الفني]

[مدخل]

...

[الفصل الخامس: المقال والأسلوب الفني]

ارتبطت أسماء الأدباء المبدعين منذ القديم بأساليبهم، ولم ينفصلوا عنها أو تنفصل عنهم، فقالوا: أسلوب جاحظي نسبة إلى الجاحظ معلم العقل والأدب، وآخر بديعي نسبة إلى بديع الزمان الهمزاني الذي أشرق ذكره وأغرب في إبداع فن المقامات، وثالث توحيدي نسبة إلى أبي حيان التوحيدي الفيلسوف الأديب، ورابع فاضلي نسبة إلى القاضي الفاضل صاحب الطريقة المعروفة، وغيرهم من أصحاب الأساليب الذين اشتهروا بطرائق معينة، وسمات بارزة، تميزهم عن غيرهم في التعبير والتصوير، وتدل على قدرتهم، مما جعل غيرهم يتأثرون بهم، وينسجون على منوالهم.

ومنذ مطلع هذا القرن جذبت الصحف طائفة من الكتاب، ازدهرت أساليبهم في ظلها، وكان منهم المبدع والناقد والقاص والناثر. وتمثلت في كتاباتهم قوالب معينة، وأطر واضحة، وخصائص معروفة، تمكن القارئ أن يفرق بين كتابة وأخرى، وبين كاتب وآخر، بحيث يتميز بعضهم عن بعض فيما يجود الخاطر به.

وكان أكثرهم شهرة، وأبعدهم صيتًا من المصريين أمثال: مصطفى لطفي المنفلوطي، ومصطفى صادق الرافعي، وأحمد حسن الزيات، وعباس محمود العقاد، وطه حسين، ومن نوابغ لبنان أمثال: جبران خليل جبران، وأمين الريحاني، وعمر فاخوري، ومي زيادة، وميخائيل نعيمه.

هؤلاء وغيرهم من كتاب بلاد العروبة أثروا المقال، وطوروا في أسلوبه وأبرزوا خصائصه، وأصبح لكل منهم طريقته المميزة، وطابعه الذي يحمل سماته، ويكشف عن ذاته، وتبدو فيه سجاياه، وسنخص نفرًا منهم بشيء من التفصيل، كي نقف على الجهد الذي بذلوه، والآثار التي خلقوها، والنهج الذي سلكه كل منهم في عالم الكتابة الصحفية, فإلى صفحات هذا الفصل.

<<  <   >  >>