يساوي فرصة العمل بين الأفراد، وهذه هي السوشيالية -أي: الاشتراكية- وتحريرنا الأدبي بشكل ينقرض فيه الدنيء الذي يعيش الآن بسلطة الواجبات الأدبية، ويبقى العالي الذي يرى في نفسه قانونًا لسلوكه, ولنذكر دائمًا أن الرحمة التي نحسن بها على الضعيف والمريض هي قسوة هائلة وجريمة فظيعة على الإنسانية القادمة؛ لأنها تخلد الصفات الرديئة في الشعوب، يجب أن تتقوى فينا غريزة الحياة إلى حد نكره فيه الضعف والمرض وكل منحط حتى في نفوسنا، صحيح أننا قتلنا الهنا ولكن لنحيي الإنسان"١.
كان سلامة موسى رائدًا متقدمًا في الكتابة، تناولت كتاباته مختلف مجالات المعرفة العديدة لحضارتنا القديمة والحديثة بالتسجيل والتحليل في بناء منطقي متناسق دائم التطور، ولقد حاول نفر من الدارسين ليكشفوا عن أفكار سلامة موسى فبذلوا جهودًا في سبيل الوقوف عليها من أمثال: فتحي خليل في "سلامة موسى وعصر القلق"، ومحمود الشرقاوي في كتابه "سلامة موسى المفكر والإنسان" وغالي شكري في كتابه "سلامة موسى وأزمة الضمير العربي" وهذا يدل على عطاء سلامة موسى للخصب، وأنه مفكر عملاق يخوض غمار الأفكار الصعبة وتسود نظرته الحياة والكون فيلفت الأنظار إليه.