للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الثامن: المقال والأسلوب الساخر]

[مدخل]

...

[الفصل الثامن: المقال والأسلوب الساخر]

الأسلوب الساخر وخصائصه:

يراد بالأسلوب الساخر الذي يعتمد على التحليل والتصوير، ويبرز المعاني التي يريدها الكاتب دون التعرض لعقاب أو لوم. وهو -بلا شك- له تأثيره العميق في التوجيه والتقويم وخلق القدرة على الكفاح في معركة الحياة، وبذا يكون أبلغ أثرًا، وأقوى تأثيرًا من الأسلوب الجاد.

برز هذا اللون في ظل الصحافة الهزلية منذ عهد إسماعيل، فقد أنشأ يعقوب صنوع ١٨٣٩-١٩١٢ أول صحيفة هزلية "أبو نضارة" ١٨٧٧، وأعقبه عبد الله النديم في "التنكيت والتبكيت" ١٨٨١، ثم "الأستاذ" في ١٨٩٢.

وبعدها كانت مجلة "الأرغول" للزجال الأزهري محمد النجار، و"حمارة منيتي" ١٩٠٨ لمحمد توفيق، وأصدر أحمد عباس "المسامير" ١٩٠٨ وحسين علي "الشجاعة" ١٩٠٨ واستمرت حتى ١٩١٠، ثم استبدلها بصحيفة "السيف". وأنشأ مصطفى القشاشي مجلة "أبو الهول" ١٩١٨، وأصدر بيرم التونسي مجلة "المسلة" ١٩١٩.

عبرت هذه الصحف -خلال هذه الفترة- عن روح الشعب بالأسلوب الضاحك، وشغلت الناس عن همومهم بالدعايات الساخرة, والفكاهات الاجتماعية الموحية، والانتقادات اللاذعة، وأخذت تخاطب الجماهير بالرسم والخبر والمقال، وتتعرض لفساد الحكام والساسة

<<  <   >  >>