للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في مفهوم الصحافة، فلم تعد أداة للدعاية الفردية أو الحزبية أو التحريض أو الإثارة، وإنما أصبحت تنظيمًا جماعيا، يهدف في موضوعية إلى تزويد القارئ بالأخبار العامة، وخدمة الجماهير ثقافيا واجتماعيا واقتصاديا وصحيا ونفسيا حتى تخلق الجو الذي تنمو فيه الشخصيات القيادية التي يحتاجها الوطن في مراحله الحاسمة.

ومن الطبيعي أن تنهج كل صحيفة سياسة خاصة، وتلتزم بطريقة معينة تجذب القراء بها عن طريق الافتتاحيات التي تميزها في معالجة المشكلات الهامة بالعنف والشدة حينًا، والاعتدال واللين حينًا آخر، أو تمزج بين السياستين حينًا ثالثًا، فتؤثر الطريق الأول في بعض القضايا التي تشغل الجمهور أو تكف يدها عن بعض القضايا الأخرى، أو تعالجها برفق ولين وهكذا.

ولما كان بعض الناس يصلح لمهنة الأدب دون الصحافة أو العكس، والبعض الآخر يأبى الجمع بين شخصية الأديب وشخصية الصحفي في وقت واحد. كما أن بعض الصحف ترقى في بعض صفحاتها إلى صفة الأدب الخالص، لزم أن تضم أسرة الصحيفة الواحدة إخباريين ومعلقين صحفيين على الأخبار ومسئولين عن نظام الصحيفة الواحدة, ومن بين أفراد الأسرة أدباء تغلب عليهم نزعة الأدب أكثر من نزعة الصحافة، وأوضح ما يكون ذلك في المجالات الأدبية الأسبوعية أو النصف شهرية أو الشهرية أو الفصلية؛ لأنها تتيح للكاتب فرصة أطول في التفكير والكتابة وتجويدها، وتلك طبقة من الكتاب يميزون بين ما يقدم للمطبعة على أنه كتاب أو مقال صحفي.

وبجانب الصحف اليومية التي تنقل الأخبار بصفة موضوعية، تهتم الحكومة بالصحف المتخصصة التي تعالج فنا واحدًا لا يتعداه إلى غيره، وتخاطب من خلاله فئة معينة من أفراد المجتمع، لهم ثقافاتهم الخاصة، وطموحهم نحو التعمق في البحوث الخاصة بهم وهم بذلك يشبعون رغباتهم بالقدر الذي تتسع به الصحف المتخصصة في أغلب الأحيان.

لهذا كله لزم أن نقف على أشهر الصحف التي نطالعها اليوم حتى نكون على بصيرة مما تضم من مواد وطرائف في شكل مقالات أو دراسات أو أعمدة وغيرها مما تزخر صحف اليوم بها. وسنقصر الحديث على أهم الصحف اليومية الثلاث: الأهرام, الأخبار, الجمهورية.

<<  <   >  >>