للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اتجه إلى تحرير المرأة التي تكون نصف الأمة، فبدأ يهيئ الأفكار للإصلاح الاجتماعي بسلسلة من المقالات بجريدة "المؤيد" ١٨٩٨، دعا فيها إلى تعليم الفتاة حتى تتمكن من العمل في وظيفة تحول دون ترديها في الرذيلة، وربط عملها بالضرورة كان يموت زوجها أن يكون فقيرًا، أو لم تتزوج وليس لها من يعلوها، واستهدف من دعوته رفع قيمة المرأة وصون كرامتها؛ لأن المرأة المتعلمة تخشى عواقب الأمور من الجاهلة.

واهتم بموضوع يمس جوهر الحياة الاجتماعية الإسلامية، وهو الحجاب، واعتبره أصلًا من أصول الأدب بشرط مطابقته لما جاءت الشريعة الإسلامية به، لا ما يتعارف الناس عليه من مغالاة مبالغة، ثم انتقل بعد ذلك إلى موضوع المرأة والأمة، رد فيه ضعف الأمة الإسلامية إلى ضعف العقل والانصراف عن العلوم العصرية، ورأى أن نجاة الأمة يكمن في استجماع قواها، لا سيما قوة العقل والعلم التي هي أساس كل قوة، ولن تحقق النهضة العلمية الشاملة إلا بتربية المرأة تربية سليمة حتى تشرق الشمس علينا مرة أخرى.

أسلوب قاسم أمين:

كان قاسم أمين مرهف الإحساس، يتأثر بما حوله، ويخترن ما يتلقفه خاطره، ثم يصوغه تجارب أدبية في أسلوب مشرق، خالٍ من قيود الصنعة، متحرر من كل قيد، ولقد عبر عن موقعه من أسلوب الكتاب في عصره فقال: "الكاتب الحقيقي يجتنب استعمال المترادفات، فلا يأتي باسمين مختلفين لمعنى واحد في مكان واحد؛ لأن ذلك يكون حشوًا في الكلام مستهجنًا، ودليلًا على فقر الفكر والخيال، ولكن إذا كان المقال يستدعي ذكر عدة معانٍ متقاربة يجمعها معنى واحد، فاستعمال المترادفات الموضوعية لها حسن، وقد يكون مطلوبًا إذا كان لازمًا لتسهيل فهمها أو إظهار الفروق التي بينها". ويتميز أسلوب قاسم أمين بما يلي:

١- التحلل من قيود الصنعة، والتحرر من كل قيد، فجاء سلسًا متدفقًا في حرية وانطلاق، لا تكلف يقيده، ولا زخارف تعوقه.

<<  <   >  >>