للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هي أساس الحكم في البلاد، وأن العناية بها ليست اشتغالًا بالتوافه بل بالأصل، وأن العمل على وقايتها من تغلغل الفساد فيها وقاية للدولة كلها في حاضرها ومستقبلها كذلك. وقد كنا نظن أن هذه من البداهة التي لا يحتاج المرء أن يكلف نفسه عناء شرحها وبيانها وإثباتها, ومع ذلك تحرينا في كلامنا عن هذه الأمور كلها الرفق الشديد والتلطف الشديد, فلم يجر قلمنا بما يثقل على النفس ويستنكره في السمع أو ينبو عن الذوق؛ لأن غايتنا هي الإصلاح لا الإيلام، وطريقتنا هي الإقناع لا الإيجاع، وليس في أسلوب التناول الذي نتوخاه ما يمكن أن يشكو منه أدق الناس إحساسًا وأرقهم شعورًا، إذ لا جفوة في العبارة، ولا عنف في اللفظ، ولا إغلاظ في القول، ولا شيء إلا الموضوع. ووجهة نظرنا فيه مبسوطة ومؤيدة بالحجج والبراهين, فأين سوء النية إذن، وفساد الطوية، وحب المعارضة للمعارضة١".

وعلى الجملة فإن عبد القادر حمزة كاتب سياسي من الطراز الأول، وصحفي موهوب ملك القدرة على الإثارة وحسن اختيار الخبر الذي يثير اهتمام الناس، ويشد اهتمامات الجماهير إلى ما جاد به خاطره، ودبجه يراعه، وسال على شبا قلمه، وصوره بيانه. ومن ثم تدرك السر في رواج صحيفة الأهالي -التي كان يحررها- رواجًا لم تعرفه صحيفة أخرى إذ ذاك.


١ راجع: البلاغ، العدد ٤٤١٨ بتاريخ ١٥/ ١/ ١٩٣٧.

<<  <   >  >>