للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على من يتكلم أولًا ومن يشرح ثانيًا, ومن يستعطف ثالثًا, يا شدة الذل والقهر., فهذا الذي حدث، وهكذا مصر كانت تعيش!! مكتب علي صبري هو فندق هليوبوليس القديم, عند كشك البوابة استوقفونا لمدة نصف ساعة, عشرات من العساكر والمخبرين، يفحصون البطاقات، ويتحسسون الجيوب، ويسجلون المعلومات والتوقيعات".

"صعدنا السلالم إلى غرفة يجلس فيها "بلوكامين" له شكل المصارع، قضينا في حضرته ساعة انتظار, ثم نقلونا إلى غرفة يجلس فيها مساعد السكرتير العام، وهو يتباهى بالتليفون والأجراس آمرًا وزاجرًا وملبيًا ومتزلفًا ودلوعة أحيانًا, وعندما بدأنا التملل نقلونا لنقف أمام مكتب سعادة السكرتير العام!! وبعد ربع ساعة وقوف انفتح الباب مواربا ليطل منه شاب متغطرس له شارب ودباره -ظل بنصفه في الداخل ونصفه في الخارج- قلنا له عن الميعاد ولنا ساعات، فقال: إن السيد علي صبري طرأت لديه مواعيد أهم، وأنه سوف يحدد لنا ميعادًا قريبًا!!.. استوقفناه استحلفناه, ولكنه سخر وتثنى ثم أغلق في وجوهنا الباب يومها -رغم أن المنظر الغليظ تم بلا عذاب بدني إلا أننا- خرجنا منه والله مذبوحين وننزف الدم. تأكدنا أننا بلا قيمة وبلا كرامة, ١٥ مايو, شكرًا لك, شكرًا أنور السادات"١.

ب- قطر الندى:

يتولى الكتابة فيه عبد المنعم الصاوي، ويدور حول الأحداث القومية والمصرية والعربية والمشروعات التي تنجزها الدولة من وقت لآخر, وقد تحدث عن اتصال جانبي قناة السويس بعد افتتاح نفق الشهيد أحمد حمدي فقال: "اتصل جانبا القناة، وجرت الحياة بين الشاطئين عبر واحد من أضخم مشروعات العصر، وشهد الرئيس السادات الذي وجه إلى تنفيذ المشروع اتصال جانبي قناة السويس تتويجًا لنضاله الطويل في هذا السبيل، فقد أعلن الرئيس حرب أكتوبر العظيمة، ليتم لقاء هذين الجانبين


١ راجع: الجمهورية الصادرة في ١٤/ ٥/ ١٩٨٠.

<<  <   >  >>