للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أمين في غياهب السجن، وفرضت على أخيه على أن يرحل إلى لندن. والمعروف أن علي ومصطفى أمين كانا يتبادلان كتابة "فكرة" وظل علي يوقعها حتى لقي ربه، ثم انفرد مصطفى أمين بها. وتلتقي أفكار الرجلين في دلالتها على المعنى الإنساني الذي يعتمد عليه بناء الفرد والمجتمع، ويحقق سيرة الشعب على طريق الحياة.

ويعد هذا اللون من الكتابة الصحفية جولة فكرية وثقافية وتاريخية وروحية ممتعة، مما جعل القراء يقبلون عليها، ويتطلعون إليها غداة كل يوم, ولعل السر في ذلك أن أفكار علي ومصطفى أمين كانت تدعو إلى الحب والأمل والعرق والكفاح، وتحمل النفوس على الصفاء والمودة. وكانت حصيلة هذا اللون الممتع كتابين: الأول أفكار للبيع للمرحوم علي أمين، والثاني: الـ ٢٠٠ فكرة للأستاذ مصطفى أمين. مما نشرته الصحف المصرية والعربية لهما.

ويلاحظ على الكتابين أن الأفكار والموضوعات فيهما متشابهة في الاتجاه والمشاعر والعواطف, يعلل الأستاذ مصطفى أمين هذا التشابهة فيقول: كان علي إذا بدأ يكتب مقالًا أستطيع أن أتمه, دون أن أسأله ماذا كان يريد أن يقول, وكان هو يفعل نفسي الشيء!! ١. وسنضع أمامك نموذجين للأخوين علي ومصطفى أمين في هذا الجال الكتابي الرائع.

علي أمين ١٩١٤-١٩٧٧ وريادته في كتابة الفكرة:

مهندس الصحافة المصرية بإجماع الجميع, عمل خلال دراسته بإنجلترا مراسلًا لمجلة "روز اليوسف" وبعد عودته لمصر عمل في مجلة آخر ساعة ١٩٣٦، ثم انتقل إلى مجلة "الاثنين" أسس وشقيقه مصطفى أمين أخبار اليوم ١٩٤٤، وتولى إصدار عدد من الصحف والمجلات مثل: آخر لحظة والجيل الجديد وهي وكتاب اليوم، ثم أصدر بعد ذلك "الأخبار" ١٩٥٢. وفي ١٩٦٥ فرضت مراكز القوى عليه أن يغادر مصر


١ راجع: الـ ٢٠٠ فكرة ص١٥٧ مصطفى أمين الطبعة الأولى ١٩٧٩.

<<  <   >  >>