للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من هذا يتبين لك أن بين الأسلوبين فرقا واضحا في الصياغة والهدف. وتأمل قول أحمد شوقي في "الأهرام" يقول:

"ما أنت يا أهرام؟ أشواهق أجرام، أم شواهد أجرام؟ وأوضاع معالم أم أشياح مظالم؟ وجلائل أبنية وآثار، أم دلائل أنانية واستئثار؟ وتمثال منصب من الجيرية أم مثال صاح من العبقرية؟ يا كليل البصر عن مواضع العبر، قليل من البصر بمواقع الآثار الكبر. قف ناج الأحجار الدوارس، وتعلم فإن الآثار مدارس، هذه الحجارة حجور لعب عليها الأول، وهذه الصفائح صفائح ممالك ودول، وذلك الركام من الرمال غبار أحداج وإهمال، من كل ركب ألم ثم مال. في هذا الحرم درج عيسى صبيا، ووقعت بين يديه الكواكب جثيا، وهاهنا جلال الخلق وثبوته، ونفاذ العقل وجبروته، ومطالع الفن وبيوته. ومن هنا نتعلم أن حسن الثناء مرهون بإحسان البناء"١.

فقد عرض أحمد شوقي المعنى الواحد في صور مختلفة، تمثل الجلال والعظمة، ثم نجده يعرض فكرة الضخامة مرة في صورة علم، ومرة في صورة هضبة، وثالثة فوق الجبال والهضاب، كذلك عالج أحمد شوقي فكرة الخلود، فصورها في عدة صور.


١ راجع: أسواق الذهب ص٦٩.

<<  <   >  >>