للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وستين مقالا، نشرتها ابنته كريمة بمناسبة ذكراه في مطلع ١٩٨١.

تنقل الكاتب فيها من موضوع لآخر، مسترسلا بلا ضابط دون أن يفقد حيويته ورشاقة أسلوبه، وسخريته اللاذعة ودقة نقده وحدة هجوه. ويعجب القارئ من تنقله من الحديث عن تأبين عبد الحميد الديب إلى الحديث عن توديع طه الراوي الأديب العراقي، إلى الحديث عن الشيخ المراغي، إلى الحديث عن النحو والنحاة بين الأزهر والجامعة.

وأهم ما تضمه مقالات الكتاب حديثه عن الكتب التي قرأها، وقضايا الثقافة والأدب التي ناقشها على طريقته الحية المتميزة، وخلال حديثه عنها يخلطها بنفسه، ويمزجها بتجاربه في الفكر والحياة.

والمقالات -في جملتها- تصور المجتمع الثقافي في مصر خلال الأربعينات بكل ألوانه الزاهية والقاتمة، وتصور كثيرا من ملامح الحياة في بيئات متعددة وطوائف مختلفة، كان الكاتب أقدر فيها على تصوير الأشجان والأحزان في حرارة وصدق.

٢٣- ليلى المريضة في العراق:

طائفة ثالثة من المقالات الوجدانية، نشرها زكي مبارك بمجلة "الرسالة" في ديسمبر ١٩٣٧، فأحدثت دويا هائلا في الأوساط الأدبية، تروي قصة غرامه بالعراق، وتأملاته بين ربوعه المختلفة، وتضم المساجلات الطريفة التي دارت بينه وبين الوزير الأديب الدكتور محمد حسنين هيكل.

ترسم مقالات الكتاب صورا -حزينة وصريحة وصادقة- لحياته وذكرياته وأحلامه، وتجد فيها صراعا بين العلم والجهل، والرشد والفن، والهدى والضلال. والكتاب في جملته من أعمق الكتب في أدب التراجم الذاتية في أدبنا المعاصر؛ لعنايته بألوان من الصور الشعرية التي تصور عذاب الأرواح والقلوب.

<<  <   >  >>