إذا حججت بمال أصله دنس ... فما حججت ولكن حجّت العير
لا يقبل الله إلا كل طيبة ... ما كلّ من حج بيت الله مبرور
٢٨٥- علي عليه السّلام: فرض عليكم حج بيته الذي جعله قبلة للأنام، يولهون إليه وله الحمام، وجعله علامة لتواضعهم لعظمته، وإذعانهم لعزته، واختار من خلقه سماعا أجابوا دعوته، وصدقوا كلمته، ووقفوا مواقف أنبيائه وملائكته المطيفين بعرشه، يحرزون الأرباح في متجر عبادته، ويتبادرون موعد مغفرته، جعله الله للإسلام علما وللعابدين حرما.
٢٨٦- كان أبو ملعب الأسدي «١» يحج كل عام في الجاهلية ويعتمر.
وفي ذلك يقول:
حج دراك وعمرة نفل ... ما دمت حيا ودام لي سيد
أو يترك الناس حج ربهم ... وكيف حجي إذا هم قعدوا
٢٨٧- شهد أعرابي عند حاكم، فقال المشهود عليه: أتقبل شهادته وله من المال كذا ولم يحج؟ فقال الأعرابي: بلى والله حججت كذا مرة، قال: سله أصلحك الله عن مكان زمزم، فسأله فقال: إني حججت قبل أن تحفر زمزم «٢» - ٢٨٨- قال ابن جريج «٣» : ما ظننت أن الله ينفع أحدا بشعر عمر بن أبي ربيعة حتى سمعت وأنا باليمن منشدا ينشد قوله:
بالله قولي لها في غير معتبة ... ماذا أردت بطول المكث في اليمن
إن كنت حاولت دنيا أو رضيت بها ... فما أخذت بترك الحج من ثمن