للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الناس والمقصود أراذلهم وشرارهم ومن لا خير فيهم.

ثم عدد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أهم أوصاف هؤلاء الحثالة:

(قد مرجت عهودهم، وخفت أماناتهم) أي: اختلطت وفسدت العهود، فصار نقض العهد أبرز سمات أفراد تلك الفترة الزمنية فلا ترعى حرمة ميثاق، ولا يطمأن لعهد، وأصبحت الأمانة عند أولئك الأفراد محل الخيانة لا الصون والحفظ، مع أن الإسلام يرقب من معتنقه أن يكون ذا ضمير يقظ، تصان به حقوق الله وحقوق الناس، وتحرس به الأعمال من دواعي التفريط والإهمال، والأمانة في نظر الشارع واسعة الدلالة، وهي ترمز إلى معان شتي، مناطها جميعا شعور المرء بتبعته في كل أمر يوكل إليه، وإدراكه الجازم بأنه مسئول عنه أمام ربه (١) ومن تأمل كثيرا من الآيات يقف على هذا المعنى، يقول تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} (٢)، وقال {وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا} (٣)، {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ} (٤)، {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} (٥).


(١) ينظر: خلق المسلم للغزالي (٣٨).
(٢) سورة المائدة: ١.
(٣) سورة الإسراء: ٣٤.
(٤) سورة المعارج: ٣٢.
(٥) سورة الأنفال: ٣٧.

<<  <   >  >>