للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأوضح الصنعاني في كتابه «سبل السلام» المخالطة التي أرادها الحديث: (فيه أفضلية من يخالط الناس مخالطة يأمرهم فيها بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحسن معاملتهم فإنه أفضل من الذي يعتزلهم ولا يصبر على المخالطة والأحوال تختلف باختلاف الأشخاص والأزمان ولكل حال مقال) (١).

وبالنظر لما تقدم من أدلة الفريقين نلحظ أنه لا يمكن تفضيل الخلطة على العزلة مطلقة ولا العكس، والمسألة تحتاج إلى تفصيل، وقد حقق الحافظ ابن حجر مسألة التفضيل بين الخلطة والعزلة فأفاد وأجاد، وأسوق كلامه رحمه الله، حيث قال: «وقد اختلف السلف في أصل العزلة فقال الجمهور الاختلاط أولى إما فيه من اكتساب الفوائد الدينية للقيام بشعائر الإسلام، وتكثير سواد المسلمين، وإيصال أنواع الخير إليهم من إعانة وإغاثة وعيادة وغير ذلك. وقال قوم:

العزلة أولى لتحقق السلامة بشرط معرفة ما يتعين … وَقَالَ النَّوَوِيّ الْمُخْتَار


(١) سبل السلام، (٢/ ٥٤٦).

<<  <   >  >>