جانب هذه القبة من الشرق قبة السلسلة التى كان يحكم بها سليمان بن داود، عليه السلام، وشمالى هذه القبة دار القسوس بها من العمد وعجائب الصنعة ما أذكره عند ذكر الأبنية والآثار إن شاء الله تعالى.
[المسجد الأقصى:]
به محراب عمر بن الخطاب رضى الله عنه ولم تغيره الفرنج، وقرأت فى سقف قبة الأقصى ما هذه صورته: بسم الله الرحمن الرحيم سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ
(سورة الإسراء: ١) نصر من الله لعبد الله ووليه أبى الحسن على الإمام الظاهر لإعزاز دين الله أمير المؤمنين صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين وأبنائه الأكرمين، أمر بعمل هذه القبة وإذهابها سيدنا الوزير الأجل صفى أمير المؤمنين وخالصته أبو القاسم على بن أحمد أيده الله ونصره وكمل جميع ذلك إلى سلخ ذى القعدة سنة ست وعشرين وأربعمائة، صنعة عبد الله بن الحسن المصرى المزوق» وجميع الكتابة والأوراق بالفص المذهب، وجميع ما على الأبواب من آيات القرآن العزيز وأسامى الخلفاء لم تغيره الفرنج، وقرأت على صخرة مكتوبا ما هذه صورته:
«طول المسجد الأقصى سبعمائة ذراع بذراع الملك، وعرضه أربعمائة وخمس وخمسون ذراعا بذراع الملك» وهذه الصخرة باقية مبنية فى حائط شمالى الأقصى.
[ورواق قبة الصخرة]
مبنى على ست عشرة أسطوانة من الرخام وعلى ثمانية أركان، والقبة التى داخله مبنية على أربعة أركان واثنى عشر عامودا ودائرها ستة عشر شباكا، والقبة دائرها مائة وستون ذراعا، ودائر البنية العظمى التى تحوى الجميع ثلاثمائة وأربعة وثمانون ذراعا، ودائر الجميع مع قبة السلسلة مع ما يلائمه من العمارة أربعمائة واثنتان وثمانون ذراعا، وعلو الدرابزين الحديد الذي يحوى هذه الصخرة قامتان، وأبواب قبة الصخرة أربعة من الحديد، باب منها إلى باب الرحمة، وباب منها إلى باب جبرئيل، وباب إلى القبلة، وباب إلى قبة السلسلة، ودائر قبة السلسلة ستون خطوة، ومغارة الأرواح ارتفاعها قامة وبسطة، وسعتها إحدى عشرة خطوة من الشرق إلى الغرب، ومن الشمال إلى القبلة ثلاث عشرة خطوة، ودرجها أربع عشرة درجة، وفى سقفها روزنة من ناحية الشرق سعتها ذراع ونصف، ودائر المغارة خمسون ذراعا، سعة الرواق خمس عشرة خطوة، طوله من القبلى إلى الشمالى أربع وتسعون خطوة، علو قبة الأقصى ستون ذراعا، دائرها ستة