بها مشهد فيه كف على بن أبى طالب رضى الله عنه، وبها قبر جرير بن عبد الله البجلى، واختلف فيه.
[القعف:]
قرية من بلد الخابور قبليها جبل مرد به مشهد الرامس، يقال: عمره أحد العمرين، والله أعلم بالصحيح، وفضيلته ظاهرة.
مدينة الرّحبة:
بها قبر عبد الله بن المبارك، وقيل: إنه مات بهيت، وهو الذي كتب إلى الفضيل بن عياض الأبيات المشهورة، وكان بينهما أخوة فى الله تعالى، وكان الفضيل قد لزم العبادة بحرم مكة، وابن المبارك قد لزم الجهاد والرباط بأرض الشام، والأبيات هذه:
يا عابد الحرمين لو أبصرتنا ... لعلمت أنك فى العبادة تلعب
من كان يتعب خيله فى باطل ... فخيولنا يوم الكريهة تتعب
أو كان يخضب خدّه بدموعه ... فنحورنا بدمائنا تتخضّب
ولقد أتانا عن مقال بيننا ... قول صحيح صادق لا يكذب
لا يستوى وغبار خيل الله فى ... أنف امرئ ودخان نار تلهب
فلما بلغته الأبيات بكى الفضيل وقال:«صدق أخى ونصحنى» .
وبظاهر الرحبة مشهد البوق وهو موضع كان على بن أبى طالب نازلا به لما توجه إلى قتال معاوية، وبها مشهد يانس ولؤلؤ صاحبى أبى محمد البطال، كما ذكروا، وبهذا المشهد عظم الفخذ لبعض الجبابرة طوله مقدار ثلاثة أذرع وعرضه مقدار شبر، وقيل: وزنه خمسة وثلاثون رطلا بالرحبى، كما ذكروا، والله أعلم، وذكر بعض العلماء أن الرحبة لم يكن لها أثر وإنما أحدثها مالك بن طوق، وليس بصحيح، وإنما الرحبة بناها النمرود بن كوش، وهى مدينة مذكورة فى التوراة فى السفر الأول فى الجزء الثانى، والله أعلم.
[مدينة الأنبار:]
بها الإمام السفاح بن محمد بن على بن عبد الله بن العباس رضى الله عنه، وبها ربيعة بن عبد الرحمن الرأى، والله أعلم.