السختيانى، والمعتمر التيمى، وعبد الله بن عوف، وشعبة بن الحجاج، ويزيد بن زريع أيضا، ويحيى بن سعد العنبرى، وأبو داود السجستانى، وعبد الملك الأصمعى، والفرزدق، وأبو الأسود الدؤلى، بقيت أسماؤهم وذهبت رسومهم.
واجتمعت بالبصرة برجل شريف اسمه عمران بن سالم ذكر أنه من نسل محمد بن الحنفية ومقامه بالطائف، ومعه قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يزوره الناس، فلم أزل أتبعه إلى الأبلّة وبلجان والمحرزة والزينبى وأسأله وأتضرع إليه ليبيعنى إياه، فلم يفعل، إلى أن دخلنا جزيرة عبادان فسألته وسأله الجماعة بها فأخذ منى أربعة وعشرين دينارا ودفعه إلىّ، وهو عندى إلى الآن، والله أعلم بصحته.
ورأيت من هذا الرجل صنعة الكتابة ما لم أره من أحد غيره، وذلك أنه استخرج من حرف الكاف حروف الكتابة جميعها وهى تسعة وعشرون حرفا، كل حرف منها قائم بذاته وزاد عليها ثمانية أحرف، وهى: الهاء الموصولة والعين الموصولة والعين النعلية والميم الموصولة والذال الموصولة والدال الكوفية ولام ألف محققة ولام ألف معلقة، وقد أثبتّ صورها آخر هذا الجزء.
عبّادان:
جزيرة فى البحر بها مشهد النبي صلى الله عليه وسلم، وبها بئر أمير المؤمنين على بن أبى طالب رضى الله عنه، ومشهد الخضر، عليه السلام، وبها ربط مباركة وهى موضع شريف يزار من الآفاق، به العباد والزهاد، ومن عجائب بحر الهند: الجزر والمد الذي لا يوجد مثله فى الربع المسكون إلا نهر مهران بمدينة المنصورة بالسند والملتان، وقد ذكرناه فى ما تقدم.
[خارك:]
جزيرة فى البحر أيضا، بها محمد بن الحنفية بن على بن أبى طالب رضى الله عنه وجماعة معه، والصحيح أنه بالطائف، هو وعبد الله بن العباس وعبد الله بن الحارث وجليحة، وبه الحباب بن جبير، والحارث بن عبد الله بن أوس، وسهل بن أبى صعصعة وقيل بالطائف سعد وسعيد، والمنذر بن عبد الله الأنصارى، وقثم بن ثابت، وجماعة لا تعرف قبورهم، والله أعلم.
وقيل: توفى عبد الله بن العباس بالطائف سنة ثمان وستين وهو ابن إحدى وسبعين سنة، وصلى عليه محمد بن الحنفية وكبّر عليه أربعا.