بها مغارة فيها قبر إبراهيم وإسحاق ويعقوب وسارة عليهم السلام وقيل إن قبر آدم ونوح وسام فى هذه المغارة والمغارة تحت هذه المغارة التى تزار الآن.
وسمعت على الشيخ أبى طاهر أحمد بن محمد السلفى الحافظ بثغر الإسكندرية سنة سبعين وخمسمائة جزءا يرفعه إلى فلان الآدمى شذ عنى اسمه فإن كتبى أخذتها الفرنج نوبة الوقعة بخويلفة لما قصدهم الانكتار ملك الفرنج ثم أنفذ إلى رسوله ووعدنى بإعادة ما أخذه ويضاعفه وطلب الاجتماع بى فلم أمض إليه وذلك سنة ثمان وثمانين وخمسمائة.
وأما الجزء فإنه يذكر فيه أن الآدمى قصد زيارة الخليل عليه السلام وصادق القيم بالموضع، وكان القيم رجلا روميّا وتقرب إليه بهدية وطلب النزول إلى المغارة فوعده عند انقطاع الزوار فى زمان الثلج، فلما انقطع الناس أتى به بلاطة فقلعها وأخذ ما يستضيء به ونزلا فى درج مقدار سبعين درجة وانتهيا إلى مغارة واسعة كبيرة والهواء يخترق فيها وبها دكة عليها إبراهيم الخليل عليه السلام ملقى وعليه ثوب أخضر وشيبته يلعب الهواء بها وإلى جانبه إسحاق ويعقوب عليهما السلام، ثم أتى به إلى حائط فى المغارة فقال له:«إن سارة خلف هذا الحائط» فهمّ الرجل أن ينظر ما وراء الحائط وإذا بصوت يقول: «إياك والحريم» فعاد من حيث نزلا، والله أعلم، وقرأت فى التوراة أن ضيعة الخليل هذه المغارة ابتاعها إبراهيم عليه السلام من عفرون بن صوحار الحتّى بأربعمائة درهم فضة، ودفن سارة فيها، هذا لفظ التوراة فى السفر الأول فى الجزء الخامس، والله أعلم، وبالخليل قبر يوسف الصديق عليه السلام خارج المغارة والصحيح الذي ذكرناه أولا.
يقول مؤلف هذا الكتاب على بن أبى بكر الهروى- غفر الله له ولجميع المسلمين- دخلت القدس سنة تسع وستين وخمسمائة واجتمعت فيه وفى مدينة الخليل عليه السلام بمشائخ حدثونى أنه لما كان فى زمان الملك بردويل انخسف الموضع فى هذه المغارة، فدخل جماعة من الفرنج إليها بإذن الملك، فوجدوا فيها إبراهيم وإسحاق ويعقوب عليهم السلام قد بليت أكفانهم وهم مستندون إلى حائط وعلى رءوسهم مناديل ورءوسهم