يقول مؤلف هذا الكتاب على بن أبى بكر الهروى غفر الله له ولسائر المسلمين إنما كان الغرض من هذا الكتاب ذكر زيارات الشام وذكر الأنبياء عليهم السلام والصحابة رضى الله عنهم، لا غير، فلما ذكرناهم ذكرنا من جاورهم من الأولياء والصالحين رضى الله عنهم، وإذا قد أتينا على المقصود فى كتابنا هذا واختصرناه خوف التطويل.
ولو ذكرنا كل بلد ومن به من الصالحين وبجبانته من الأولياء لطال شرحه، ولا فائدة فى ذلك، وإنما ذكرنا بعض الأولياء والصالحين والعلماء المشهورين، ولو جمعت أسماء الصالحين والعلماء فى عراق العجم وخراسان وما وراء النهر وبلاد فارس وأذربيجان وبلاد المغرب لكانت مجلدات، وأردت أن أذكر كل بلد وما سمعت به من الأحاديث النبوية والأخبار المروية ومن لقيت به من الصالحين والزهاد والأولياء والعبّاد، وكل منزل من منازل الحجاز، وما سمعت به من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فى ممشاه ومضحاه، فإننى تجردت لذلك، واجتمع لى ما يقارب سبعين حديثا على سبعين شيخا فى سبعين بلدا، فرأيت أن ذلك ينافى هذا الكتاب، وأكثر كتبى أخذتها الفرنج وغرقت فى البحر، بل قد عملت كتابا مفردا، لهذا أذكر فيه ما أقدر عليه وأصل إليه ووسمته بكتاب:«منازل الأرض ذات الطول والعرض» فمن أراد ذلك فليطلبه، ففيه الكفاية لأهل الدراية إن شاء الله تعالى.