للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن الملاحظ أن الشمس جاءت قبل القمر (١) في رؤيا يوسف ـ عليه السلام، فلعل في هذا إشارة إلى أن هناك أهوالًا وأمورًا صعبة سوف تأتيه، وقلنا أموراً صعبة لأن الشمس حارقة، ويأتي منها الحر والشقاء، فلعلها تأتي بمعنى الصعاب التي لاقاها يوسف ـ عليه السلام ـ في بداية حياته، وفيها كثيرٌ من المشاق، سواء النفسية أو البدنية أو الاجتماعية، وبعد ذلك سوف تسير الأمور على ما يرام، وتمهّد وتهدأ؛ لأن من إشارات معاني القمر أنه يرمز للهدوء والراحة، وخصوصًا أن تسلسل ترتيبه جاء بعد الشمس.

من تلك المواقف التي كان يمر بها يوسف ـ عليه السلام ـ وكان فيها شدة وصعوبة:

ـ حلم ثقيل عليه نصيحة يعقوب ـ عليه السلام ـ له. {قَالَ يَابُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ} (٢)

ـ بغض إخوته له والاجتماع عصبة عليه مع حبه هو لهم {اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ} (٣)


(١) وهذا في جميع الآيات التي ذكر فيها الشمس والقمر مجتمعين.
(٢) سورة يوسف الآية (٥).
(٣) سورة يوسف الآية (٩).

<<  <   >  >>