للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والملاحظ أن قصة يوسف ـ عليه السلام ـ انتهت في الآية رقم ١٠٠، في السورة الكريمة عند قوله تعالى: {وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَاأَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} (١)، فعند هذه الآية تكون القصة انتهت، فلا أحداث بعدها وكأن الأمر استقر وانتهت الآلام بهدوء وسلام.

العدد مائة هو رقم زوجي يقبل القسمة على اثنين (خمسون مضافة إلى خمسين) بل هو يعبر على نسبة كاملة النصاب!

تمامًا مثل اليوم الذي نمر به فهو ينقسم إلى قسمين قسم فيه شمس وهو النهار والذي يعبر عن المشقة، ونصفه الآخر هو الليل الذي فيه القمر فيضفي على أجواء اليوم نوعًا من الراحة والهدوء، وتتقارب من التساوي عدد ساعات النهار مع عدد ساعات الليل إذا كان الفصل ربيعًا، وهو أفضل فصل في الرؤى التي يراها الإنسان في وضوحها وصدقها (٢).

وهكذا كانت قصة يوسف ـ عليه السلام ـ وحتى الآية (خمسون) حياته كلها كانت صعاب ومشقة، وابتداء من الآية (واحد وخمسين) بدأت


(١) سورة يوسف الآية (١٠٠).
(٢) انظر ص (١٣٣).

<<  <   >  >>