للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في قوله تعالى: {رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ} ما هو معنى السجود هنا؟ وكيف كان؟

أعدل الأقوال أن يوسف ـ عليه السلام ـ رآهم يسجدون له كما يسجد البشر لربهم، وما دام أن الرؤيا جاء تحققها في نهاية السورة بسجود إخوته له {وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا} (١)، فلعل لهذا دلالة أنه رأى الكواكب والشمس والقمر على هذه الهيئة في منامه.

الوقفة الثانية: نقف مع رمز السجود من وجهين:

أولاً: إخوة يوسف وأبوه وأمه سجدوا ليوسف ـ عليه السلام: إذًا هم سيكونون خاضعين له.

ثانيًا: أن يوسف ـ عليه السلام ـ سُجد له في الرؤيا إذاً ... هو سوف يكون عظيمًا وذا شأن.

والسجود (٢) كان للعظماء والملوك والوجهاء في زمنهم لتعظيمهم.


(١) السابق.
(٢) وأوضح دليل هو حديث معاذ ـ رضي الله عنه (عن عبدالله بن أبي أوفى، قال: لما قدم معاذ من الشام سجد للنبي ـ صلى الله عليه وسلم، قال: ما هذا يا معاذ؟ قال: أتيت الشام فوافقتهم يسجدون لأساقفتهم وبطارقتهم، فوددت في نفسي أن نفعل ذلك بك، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم: فلا تفعلوا، فإني لو كنت آمرًا أحدًا أن يسجد لغير الله، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، والذي نفس محمد بيده، لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها، ولو سألها نفسها وهي على قتب لم تمنعه) سنن ابن ماجة حديث رقم [١٨٥٣].

<<  <   >  >>