إن قصور عقولنا عن أفكار وفوائد كثيرة تستخرج من كتاب الله العظيم لا يعني أن نروّج لجملة (إن البحث في هذه المسألة لا فائدة منه)(١)، وقد درسنا عند علماء متخصصين في الدراسات القرآنية، وكانوا يفسرون القرآن بالكسرة والفتحة والحرف، وما يدريك، لعل فائدة لا تهم قارئ، وهي عند آخر مفيدة، بل لعلها تقوي إيمانه، بل لعلها تقوده للإسلام إن كان على غير الملة، ويظهر هذا في بعض التخصصات التي لا يحصل عليها معظم الناس.
واستنباط الفوائد (الجديدة) من آيات الله، ليس سهلاً، بل هو أمر شاقٌّ، إذ إنه يعتمد على التفكير الذاتي، والربط بين آيات الله الحكيم والأحاديث النبوية الشريفة، ومن أسباب تلك الصعوبة، أنه لا يوجد كتاب متخصص في هذا الموضوع، ولا في هذا المجال.
وقيدت هذه الدراسة بذكر الفوائد المتعلقة بعلم الرؤيا فقط، ولم أسترسل في الفوائد العامة ـ إلا الشيء اليسير ـ لأنني أعلم أن هناك إعادة سوف تكون، فإن الفوائد العامة مشبعة بالمصنفات والمؤلفات والمحاضرات، وغالبًا ما تكون تلك الفوائد مكررة ومنقولة،
(١) قرأت كلامًا جميلاً نقله صاحب تحفة الأحوذي، وأحببت أن أنقله هنا في هذا المبحث، يقول السيد جمال الدين: (المعنى أن الناس يتفاوتون في فهم المعاني، واستنباط الحقائق المحتجبة، واستكشاف الأسرار المرموزة، فينبغي أن لا ينكر من قصر فهمه عن إدراك حقائق الآيات ودقائق الأحاديث على من رزق فهما وألهم تحقيقًا)، تحفة الأحوذي (٧/ ٤٥٨).