للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإما أن أمرًا حدث كأنها ليست معهم في الدنيا، أو أنها ماتت، أو فقدت، والله أعلم.

وهناك تلميح وقرينة، وهي أن الذي لم يكن في الرؤيا فهو ليس معهم في الواقع.

ولم يذكر في السورة الكريمة شيءٌ يدل على أن له أختًا، ولو حتى آية واحدة، لا سيما أيضًا أن الكواكب ترمز للذكور فقط.

وأيضًا غير ذلك، أن كلمة إخوتك التي في قوله تعالى: {قَالَ يَابُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ} (١)، تدل على الذكور دون الإناث، ومع كل هذه القرائن نكاد نقترب من أن يوسف ـ عليه السلام ـ لم يكن له أخوات إناث.

ومن هنا نستدل أن رواية التوراة كلها تحريف وتلفيق وكذب من أصلها (حتى وإن كانت نظرية التجاهل في الرؤيا غير صحيحة)، وما جاء في التوراة من قصة أختهم كان ركيكًا بل فاضحًا (٢) عياذًا بالله، ومن


(١) سورة يوسف الآية (٥).
(١) الكتاب المقدس ص (٤١.٤٠): في الباب الرابع والثلاثين من سفر التكوين هكذا ذكر: ١ (وخرجت دينا ابنة ليا لتنظر إلى بنات ذلك البلد) ٢ (فنظرها شخيم بن حمور الحاوي، رئيس الأرض فأحبها فأخذها وضاجعها وذلها) ٣ (وتعلقت نفسه بها، وأحبها وكلمها بما وافقها، ووقع بقلبها) ٤ (فقال شخيم لحمور أبيه خذ هذه الجارية لي زوجة) ٨ (فكلمهم حمور ... إلخ) ١٣ (فأجاب بنو يعقوب ... إلخ) ١٤ (لا نستطيع نصنع ما تطلبان، ولا أن =

<<  <   >  >>