للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول الله تعالى في محكم تنزيله في قصة يوسف ـ عليه السلام ـ وهو يروي رؤياه لأبيه: {إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَاأَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ} (١) فالناظر في رؤيا يوسف ـ عليه السلام ـ يجد أنها رؤيا من النوع المرموز (٢)، بمعنى أنها تحتاج إلى التعبير والتأويل ليُتعرف على مكنوناتها، فهي غير واضحة، ولكي تعبر هذه الرؤى، يكون ذلك بعرضها على خبير بنوعية هذه الرؤى، أو عالم متخصص بها، حتى يفك رموزها ويتعرف على ماذا تدل، ليصل إلى ما تشير إليه هذه الرؤيا، وما تؤول إليه.

وكون رؤيا يوسف ـ عليه السلام ـ مرموزة، فهذا بحد ذاته يعطي انطباعًا أكثر بأهمية تفسير الأحلام، فوقعها يكون أشد للرائي من ناحية شد انتباهه واهتمامه، إذ إن الرؤى المرموزة تحتاج إلى من يحللها، فتحتاج إلى معبر قوي ليعرف معناها ومآلها ولا يكون ذلك للرؤى الواضحة البينة.


(١) سورة يوسف الآية (٤).
(٢) يقول ابن بطال ـ يرحمه الله ـ عن أقسام الرؤيا: (والقسم الثانى ما يراه من المنامات المرموزة البعيدة المرام فى التأويل، وهذا الضرب يعسر تأويله إلا على الحذاق بالتعبير لبعد ضرب المثل فيه)، شرح صحيح البخاري لابن بطال (٩/ ٥١٧).
وهناك تعريف جميل أيضًا حيث يعرف الرؤيا المرموزة: (وهي من الأرواح، يرى فيها الرائي صورًا تكون رموزًا للحقائق التي سوف تحصل أو التي حصلت في الواقع)، انظر كتاب الرؤى والأحلام في السنة النبوية للعمري ص (٢١).

<<  <   >  >>