للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولعل الحكمة من ذلك أن يوسف ـ عليه السلام ـ لما رأى هذه الرؤيا لم يكن نبيًّا بعد، ولم تكن هذه الرؤيا وحي نبوة (١)، فرؤى الأنبياء لا تأتي مرموزة على حسب السياق القرآني! !


(١) رؤيا الأنبياء ـ عليهم السلام ـ لا بد وأن تكون وحيًا، وهذه الحجة غير قوية؛ لأن يوسف ـ عليه السلام ـ لم يكن في ذلك الوقت من الأنبياء، مفاتيح الغيب فخر الدين الرازي (١٨/ ٧١)، ويعلق الدكتور وهبة الزحيلي بأن يوسف ـ عليه السلام ـ لم يكن نبيًّا في ذاك الوقت: ولقد همت زليخة في أن يواقعها يوسف، وأما يوسف الذي لم يكن نبيًّا في وقت هذه الحادثة ..... ، التفسير الوسيط للزحيلي (٢/ ١١٠٢).
وفي نهاية القصة سجد له إخوته، وفي منامه هو لم يرَ إخوته سجوداً له، ولكنه رأى الكواكب بدلاً عنهم، يعني أن الرؤيا لم تكن بذاك الوضوح، ولو كانت واضحة لرأى إخوته يسجدون له كما هم من غير رموز تحتاج إلى تأويل، فتبين أن رؤيا يوسف ـ عليه السلام ـ كانت مرموزة وغير صادقة ولكنها صالحة، انظر التعليق في ص (٥٥) حاشية رقم (٢) من بحثنا هذا.

<<  <   >  >>