للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويلخص الإمام ابن الجوزي ـ يرحمه الله ـ آراء بعض المفسرين (١)، في قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ}.

قال الزجاج، وابن الأنباري: ومثل ما رأيت من الرفعة والحال الجليلة، يختارك ربك ويصطفيك من بين إِخوتك.

وقد شرحنا في الأنعام معنى الاجتباء (٢). وقال ابن عباس: يصطفيك بالنّبوّة.

قوله تعالى: {وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ} فيه ثلاثة أقوال:

أحدها: أنه تعبير الرؤيا، قاله ابن عباس ومجاهد، وقتادة، فعلى هذا سمي تأويلاً؛ لأنه بيان ما يؤول أمر المنام إِليه.

والثاني: أنه العلم والحكمة، قاله ابن زيد.

والثالث: تأويل أحاديث الأنبياء والأمم والكتاب، ذكره الزّجّاج. قال مقاتل: و «مِن» ها هنا صلة.

يقول صاحب أضواء البيان: (الظاهر أن الآيات المذكورة تشمل ذلك كله من تأويل الرؤيا، وعلوم كتب الله وسنن الأنبياء، والعلم عند الله تعالى) (٣).


(١) زاد المسير (٤/,١٨١).
(٢) وَاجْتَبَيْناهُمْ مثل اخترناهم واصطفيناهم، وهو مأخوذ من جبيت الشيء: إذا أخلصته لنفسك. وجبيت الماء في الحوض: إذا جمعته فيه، (زاد المسير ٣/ ٨٠).
(٣) أضواء البيان (٣/ ٢٠٣).

<<  <   >  >>