للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوع معنى رمز العصبة (المستنبط من جملة أحد عشر) على لمحات من قصة يوسف ـ عليه السلام:

وبالاستقراء لقصة يوسف ـ عليه السلام ـ نجد أن إخوته كانوا عصبة عليه (أي ضده)، بمعنى أنهم جميعهم كانوا متفقين على كرهه، وبين طيات السورة الكريمة تجد ذلك واضحًا، يقول تعالى: {إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} (١) وقوله تعالى: (إذ قالوا) (يعني: كلهم؛ فقالوا تستعمل للجمع دون الفرد)، والعجيب أن أحدًا لم يعارض ذلك، كلهم يفكرون تفكيرًا واحدًا، فهم عصبة، والسياق القرآني دقيق جدًّا، فجاء بلفظ قالوا على تعاونهم جميعًا، ولم يذكر في قصة يوسف أن أحدًا من إخوته كان على خلاف هذا التفكير الذي كان يتوجه للانتقام من يوسف ـ عليه السلام ـ بطريقة أو بأخرى، والغاية عندهم إبعاد يوسف عن أبيهم بأية وسيلة.

وآية أخرى تظهر لنا التزامهم بالتنكيل بيوسف ـ عليه السلام ـ بالكذب على أبيهم؛ يقول تعالى: {قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ


(١) سورة يوسف الآية (٨).

<<  <   >  >>