للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ} (١) وهنا أيضًا جميعهم اتفقوا عليه، ولاحظ كلمة عصبة التي تعني العدد الذي يساوي العشرة فأكثر، وقد تكررت مرتين في هذه السورة الكريمة، في الآية السالفة الذكر، وفي قوله تعالى: {إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} (٢)، لو كان عدد إخوة يوسف ـ عليه السلام ـ أقل من العشرة أو الأحد عشر كما جاء في بداية رؤياه ـ عليه السلام ـ، لما استُعملت لفظة عصبة، ولكانت لفظة أخرى تنوب عنها، لكن القرآن دقيق جدًّا فسبحان من أنزله.

والذي يتمعن ويستقرئ القصة يجد أن إخوة يوسف ـ عليه السلام ـ حتى في تجارتهم كانوا مع بعضهم يسافرون سويًّا من شدة تمسكهم ببعضهم بعضًا، ولم تذكر الآيات الكريمة شيئًا على حزنهم لفراقهم لأخيهم يوسف ـ عليه السلام ـ ولم يتذكروه، وذلك من شدة حسدهم له وسعادتهم باختفائه عن أبيهم.

ويجدر بالذكر هنا التنبيه على أن يكون الإنسان محتاطًا عندما يعاشر الأشخاص الجدد أو الجماعات التي لها وقت مع بعضهم بعضًا، وتحمل فكرًا معينًا سيكون هو دخيلاً عليهم، وستكون لهم مبادئ غير


(١) سورة يوسف الآية (١٤).
(٢) سورة يوسف الآية (٨).

<<  <   >  >>