للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مبادئه، وتفكيره غير تفكيرهم، مما سيجعل احتواءهم صعبًا، والتفاهم معهم أبعد ما يكون، فيحصل ما لم يكن بالحسبان من إسقاطه والعداوة له، وكثيرٌ من الأمور التي تعبر عن عدم رضاهم عنه.

ومن هنا يتبين لنا أن الرؤيا دلت على تحذير مما سيتعرض له يوسف من إخوته، وأنه ستكون عداوة فيما بعد، وهذا فقط باستقراء الإشارت في قوله تعالى: {أَحَدَ عَشَرَ}، والذي يرمز للعصبة. وإن قال قائل: لماذا لم ينبه يعقوب ـ عليه السلام ـ ابنه يوسف لعلمه من رؤياه أنه سوف يصيبه ضرر من إخوته؟

وقد كان ذلك لعدة أمور لعل منها:

أن تعبير الرؤيا بالظن، والظن يخطئ ويصيب (١)، ولعله خشي من الخصومة بين الإخوة، ولعل ذلك خلاف المصلحة، فلم يحذر يوسف ـ عليه السلام ـ مما سوف يحصل له، وياليت أن يتنبه مفسرو الرؤى لهذه النقاط، فلا يفسرون الشيء السيئ، ولا ما يفرق بين الزوجة وزوجها، والأخ وأخيه، والله المستعان.

ولعل من أسباب عدم وضوح تعبير يعقوب لرؤيا يوسف ـ عليه السلام ـ أن فيها أمورًا لا يوجد لها محملٌ حسنٌ (٢). ولنا وقفة مع قياس


(١) بينا ذلك بإسهاب في كتابنا هذا ص (٣٥).
(٢) تقدم معنا ص (٣٥).

<<  <   >  >>