للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تعبير رؤيا يوسف على المحمل الحسن لملك مصر، وأيضًا بعض الأحاديث التي تدل على ذلك، وهذا دليل على أن الرؤيا لا تعبر إلا على المحمل الحسن استشفافًا من كلام ربنا ـ عز وجل.

وجود الرمز أحد عشر في الرؤيا، يدل أنه لا بد على يوسف ـ عليه السلام ـ أن يكون حذرًا في التعامل مع إخوته، وهذا الذي لم يكن منه ـ عليه السلام ـ فكان تعامله مع إخوته على سجيته؛ لبراءته وطفولته وطيب نفسه ليقضي الله أمر كان مفعولاً، فهو رضي بالذهاب معهم ولم يعترض، وكان سعيدًا بذلك لحبه لإخوته، لكن الأمر كان واضحًا ليعقوب ـ عليه السلام ـ بتفاصيل أكثر وأعمق.

وكثير من الدلالات توحي أنه كان يخاف من حدوث شيء ما ... {وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} (١).

ولعل هذا أيضًا من الأسباب التي جعلت يعقوب ـ عليه السلام ـ ينصح يوسف ـ عليه السلام ـ بألا يقص رؤياه على إخوته، وفي نفس الوقت هو لم يفصل في تعبيرها لأنها تدل على أن إخوته سوف يكونون عصبة ضده فيعرف يوسف ـ عليه السلام ـ نواياهم كخطوة استباقية للأحداث التي كانت منهم، وبمجرد معرفتهم لهذه النقطة سيزيد ذلك من حقدهم عليه، ولو عبرت الرؤيا سيتبين من تعبيرها أنه عرف نواياهم وعرف قدر الحسد الذي


(١) سورة يوسف الآية (١٥).

<<  <   >  >>