للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يحملونه عليه ـ عليه السلام ـ ومع هذا الحسد المتجذر في نفوس إخوته لابد أن يحصل أمرٌ يخشى منه، ولعل الأمر إذا اتضح ليوسف وفصل يعقوب ـ عليه السلام ـ في تعبيره لما يؤول إليه الحال مع إخوته، لعل هذا يجعل يوسف في حيرة من أمره، وفي صراع نفسي وعدم ارتياح، ويَقوَى الاحتمال الأول إذا علمنا أن الحاسد إذا عرف أنك تعرف أنه يحسدك، وقد تعرفت على طرقه للوشاية بك، يجعله يأخذ أسلوبًا آخر في التعامل معك، يتلوى به، ويكون أسلوبًا أشد مما كان يفكر فيه من قبل، فبدلاً من أن يضيعك أو يضايقك، يكون أسلوبه في التنكيل أشد، مثل التفكير بأن يسحرك، أو يتخلص منك بالقتل مثلاً، مع الأخذ بالاعتبار أن هذا الرأي كان مطروحًا للتخلص من يوسف ـ عليه السلام ـ فلا أفضل من أن يترك الأمر للقدر.

وهذا يظهر لنا باستقراء القصة، ومن الوهلة الأولى لقراءة رؤيا يوسف ـ عليه السلام ـ لا نستطيع استنتاج هذا الأمر إلا إذا تمعنا وتدبرنا في إشارات الرموز، وفك ألغاز هذه الرؤيا العظيمة، وكم من رؤيا ظلت رموزها طي الكتمان، ولو عبرت رموزها من معبر متفرس لأظهرت لأصحاب الرؤيا أشياء عظيمة تتحقق في حياتهم، فانظر رحمك الله إلى هذه الإشارات الدقيقة التي غابت عن الكثير.

<<  <   >  >>