ومن العجيب أن الرؤيا التي رآها يوسف ـ عليه السلام ـ ليس فيها كوكب واحد أو نجم واحد، بل ذكر فيها ثلاثة عشر كوكبًا أو نجمًا، وهذا يدل على معلومة أخرى؛ حيث إن معرفة الفصول أو الجهات في الغالب لا يعتمد فيها على دارسة كوكبٍ واحدٍ فقط، بل على مجموعة من الكواكب، كتحديد جهة الشمال أو الجهات عمومًا، وهكذا.
والذي يستفيد من علم النجوم لمعرفة الطريق سوف يصل بدقة، ولعلها إشارة إلى الوصول الموفق للهدف المنشود.
ويوسف ـ عليه السلام ـ وصل إلى أهداف كثيرة بنجاح ومهارة وتوفيق، ولعل رؤيا النجوم في المنام بشارة على الوصول إلى الهدف المنشود.
فقد رسم يوسف ـ عليه السلام ـ لنفسه خططًا لمستقبله {قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ}(١) فكان له هداية التوفيق والنجاح، غير أنه خطط لمصر وتطويرها، وكان مصيبًا في ذلك ـ عليه السلام ـ وقد وصل إلى طريق صحيح ورفعة عالية.