للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقام في داخل المدينة مبنى متسع فخم، اعتبره فإن بيك معبدًا رئيسيًا، واعتبره جام قصرًا ملكيًا للاحتفالات العامة. وقد شيدت الأجزاء الأقدم منه على مرحلتين خلال عهود المكربين بين القرن السابع والقرن السادس ق. م. ثم جددت أجزاؤه وأضيفت إليها إضافات مرتين أيضًا على الأقل في عصور الملكية في أواخر القرن الرابع ق. م. ثم في القرن الأول ق. م. وتشابهت بعض هذه الإضافات مع أساليب العمارة الشائعة في الحضارات الخارجية التى اتصل القتبانيون بها، فشيدت جدران المبنى خلال مرحلة البناء الثانية بمشكاوات رأسية (أو دخلات رأسية) متسعة تعاقبت على مسافات متساوية، وكان هذا الأسلوب المعماري شائعًا من قبل في أقطار شرقية قديمة مثل نواحي العراق ومصر وفارس وغيرها. وعندما تمت المرحلة الأخيرة لتجديد المبنى في عهد الملك شهر يجل يهرجب في بداية القرن الأول ق. م. أخذت عناصره ببعض خصائص فن العمارة الهيلنستية الشائعة في عصره. وقد بدأ في صورته العامة عند اكتماله تؤدي إلى بابه درجات متسعة يحف بها جداران جانبيان. ويؤدي مدخله إلى فناء كبير مرصوف كانت تحيط به من ثلاثة جوانب أعمدة مربعة، بينما يتوسط ضلعه الشرقي (المقابل للمدخل) خمس درجات حجرية متسعة أخرى يزيد عرضها عن ستة أمتار، وتؤدي إلى بهو كبير مرتفع تحتمل تكسية أرضيته وأسافل جدرانه الداخلية ببلاطات من الألباستر القرمزي رقمت بحروف تساعد على وضع كل صف منها في موضعه المناسب. وتوسط هذا البهو ممر للمواكب قامت على جانبيه أربعة صفوف من المباني الصغيرة لم يتضح الغرض منها حتى الآن. ولعل الارتفاع التدريجي من باب الدخول إلى الفناء ومن الفناء إلى البهو كان مقصودًا لذاته.

وكشفت البعثة الأمريكية للآثار التي أظهرت تفاصيل هذا المبنى الفخم منذ عام ١٩٥٠ - ١٩٥١ عن مساحة واسعة أيضًا حول البوابة الجنوبية لمدينة تمنع تضمنت مزيدًا من الجدران المتصلة بها ومدخل فنائها وشارعين وعدة مبان. كما كشف الأهلون بعد ذلك بطريق المصادفة عن مبان أخرى. وتعددت الفروض بشأن الأغراض التي خدمتها هذه العناصر المكتشفة وكانت منها دور تضمنتت نصوصًا تحدد أسماءها وأسماء أصحابها أحيانًا (مثل: دار يفش، ودار يافع، ودار هدث، ودار شعبان، ودار عثمان .. إلخ).

وظهرت مبان أخرى افترض مكتشفوها أنها خدمت أغراضًا عامة. ففي داخل بوابة المدينة وجدت على سبيل المثال ساحة رصفت بالحجر وقامت على جانبيها دكات حجرية مما احتمل معه أنها كانت ساحة سوق أو ساحة اجتماعات (بما يشبه ساحة أو دار للندوة) ومبنى آخر شيد على دكة مرتفعة ويؤدي إليه

<<  <   >  >>