يقال انه يسمى ونجل وبينه وبين بحر كند جزائر كثيرة يقال انها ألف جزيرة وتسعمائة جزيرة ويقع بين هذه الجزائر عنبر كثير تكون القطعة منه مثل البيت، وهذا عنبر ينبت في قعر البحر فإذا اشتد هيج البحر قلعه من قعره قذفه فيرتفع على الماء مثل القطن النبات، وهو عنبر ذميم.
وقرأت في كتاب الطيب الذي ألفه ابراهيم بن المهدي أن أحمد بن حفص العطار قال: كنت في مجلس أبي اسحاق وهو يصفي عنبرا قد أذابه وأخرج ما كان فيه من الحشيش الذي هو يشبه خلقه مناقر الطير، فسألني عن ذلك فقلت هذه مناقر الطير التي تأكل العنبر اذا راثته الدواب، فضحك أبو اسحاق، وقال: هذا قول تقوله العامة، ما خلق الله دابة تروث العنبر انما العنبر شيء يكون في قعر البحر، وقد عنا الرشيد بالمسألة عن ذلك وأمر حماد البربري بالبحث عن ذلك فكتب له جماعة من عدن ابين انه يخرج من عيون في أرض البحر ثم تقلعه الريح بالأمواج فيطفو على الماء وترميه الريح على البر كما يخرج في أرض هيت القار وفي أرض الروم الزفت الرومي.
وآخر جزائر هذا البحر سرنديب وسرنديب في بحر كند وهى رأس هذه الجزائر كلها، وفي سرنديب أكثر مغايص اللؤلؤ ونبات الجوهر، وببحر سرنديب طرق بين جبلين وهى مسالك لمن أراد بلاد الصّين وفي جبال هذا البحر معادن ذهب وفضة ومغايص اللؤلؤ، وفيها بقر وحشية وخلق مختلف، ويسلك من هذا البحر إلى بلاد المهراج، وربما أظلت السحاب هذا البحر لا يبين يوما وليلة