وبالهند قوم يعرفون بالبيكرجيين عراة قد غطّت شعورهم أبدانهم وفروجهم، وأظفارهم مستطيلة كالحراب اذ كانت لا تقصّ إلا ما ينكسر منها، وهم على سبيل سياحة، وفي عنق كلّ رجل منهم خيط فيه جمجمة من جماجم الأنس، فاذا اشتدّ به الجوع وقف بباب بعض الهنود فأسرعوا إليه بالأرز المطبوخ مستبشرين به فيأكل في تلك الجمجمة، فاذا أشبع انصرف فلا يعود لطلب الطعام الّا في وقت حاجته.
[ذكر البدّ]
وللهند ضروب من الشرائع يتقرّبون بها فيما «٢» زعموا إلى خالقهم جلّ الله وعزّ عمّا يقول الظالمون علوا كبيرا، منها: أن الرجل يبتني في طرقهم الخان للسابلة ويقيم فيه بقالا يبتاع المجتازون منه حاجتهم، ويقيم في الخان فاجرة من نساء الهند يجرئ عليها لينال منها المجتازون، وذاك عندهم مما يثابون عليه، وبالهند قحاب يعرفون بقحاب البدّ، والسّبب فيه أن المرأة إذا نذرت نذرا وولد لها جارية جميلة أتت بها البدّ وهو الصّنم الذي يعبدونه، فجعلتها له ثمّ اتخذت لها في السّوق بيتا وعلّقت عليه سترا وأقعدتها على كرسي ليجتاز بها أهل الهند وغيرهم من