قال أبو زيد الحسن السيرافي: انّني نظرت في هذا الكتاب يعنى الكتاب الأول الذي أمرت بتأمله وإثبات ما وقفت عليه من أمر البحر وملوكه وأحوالهم وما عرفته من أحاديثهم ممّا لم يدخل فيه، فوجدت تاريخ الكتاب في سنة سبع وثلاثين ومائتين وأمور البحر في ذلك الوقت مستقيمة لكثرة اختلاف التجار اليها من العراق.
[[تكذيب المؤلف لخرافة أكل الموتى الطعام]]
ووجدت جميع ما حكى في الكتاب على سبيل حق وصدق، إلّا ما ذكر فيه من الطّعام الذي يقدّمه أهل الصين إلى الموتى منهم وانه إذا وضع بالليل عند الميت أصبحوا فلم يوجد وادعوا انه يأكله، فقد كان بلغنا هذا حتى ورد علينا من ناحيتهم من وثقنا بخبره فسألناه عن ذلك فأنكره، وقال: هى دعوى لا أصل لها كدعوى أهل الأوثان انّها تكلمهم.
وقد تغيّر بعد هذا التاريخ أمر الصين خاصّة، وحدثت فيه حوادث انقطع لها الجهاز «١» اليهم وخرب البلد وزالت رسومه وتفرق أمره وأنا أشرح ما وقفت عليه من السّبب في ذلك إن شاء الله:
السبب في تغيّر أمر الصين عما كان عليه من الاحكام والعدل