ولهم الخطب وليس في الأمم كخطبائهم بألسنتهم، وفيهم من يتعبّد فيستتر بجلد نمر أو جلد قرد ويأخذ بيده عصا ويقبل نحوهم فيجتمع إليه منهم جمع فيقف على رجله يوما إلى الليل يخطب عليهم ويذكرهم بالله جلّ ذكره ويصف لهم أمور من هلك منهم.
ومن عندهم تحمل النمور الزنجية، وفيها حمرة وهجانة ولها كبر وسعة.
[[ذكر جزيرة سقوطرا]]
وفي البحر جزيرة تعرف بسقوطرا «١» وبها منابت الصّبر الاسقوطريّ، وموقعها قريب من بلاد الزنج وبلاد العرب، وأكثر أهلها نصارى، والسّبب في ذلك أنّ اسكندر لمّا غلب على ملك فارس، كان يكاتبه معلّمه ارسطوطاليس فيعرفه ما وقع عليه من الأرضين، فكتب إليه يؤكد عليه في طلب جزيرة في البحر تعرف بسقوطرا، وإنّ بها منابت الصّبر وهو الدّواء الأعظم الذي لا تتم الايارجات «٢» إلّا به، وأن الصواب ان يخرج من كان في هذه الجزيرة، ويقيم فيها من اليونانيين من يحوطها ليحمل منها الصبر إلى الشام والروم ومصر، فبعث اسكندر فأخرج أهلها عنها وأنزل جمعا من اليونانيين فيها، وتقدم إلى ملوك الطوائف- إذ