وانصرف من ساعته راجعا إلى بلاده من غير أن يمدّ هو ولا أحد من أصحابه يده إلى شيء من بلاد القمار.
فلمّا رجع إلي مملكته قعد على سريره وأشرف على غديره ووضع الطست بين يديه وفيها رأس ملك القمار، وأحضر وجوه مملكته وحدّثهم بخبره والسّبب الذي حمله على ما أقدم عليه، فدعا له أهل مملكته وجزوه خيرا، ثم أمر بالرأس فغسل وطيّب وجعله في ظرف وردّه إلى الملك الذي قام بالأمر ببلاد القمار من بعد الملك المقتول.
وكتب إليه: أن الذي حملني على ما فعلناه بصاحبك بغيه علينا وتأديبنا لأمثاله، وقد بلغنا منه ما أراده بنا، ورأينا ردّ الرأس إليك اذ لا درك لنا في حبسه ولا فخر بما ظفرنا به منه.
واتّصل الخبر بملوك الهند والصّين فعظم المهراج في أعينهم وصارت ملوك القمار من بعد ذلك كلّما أصبحت قامت وحوّلت وجوهها نحو بلاد الزايج فسجدت وكفّرت للمهراج تعظيما.
وسائر ملوك الهند والصّين يقولون بالتناسخ ويدينون به، وذكر بعض من يوثق بخبره انّ ملكا من ملوكهم جدّر «١» فلمّا خرج من الجدري نظر في المرآة فاستقبح وجهه فأبصر ابنا لأخيه، فقال له: ليس مثلي أقام في هذا الجسم علي تغيره وانّما هو ظرف للرّوح متى زال عنه عاد في غيره فقم بالملك فانّي مزيل بين جسمي وروحي إلى أن انحدر في جسم غيره، ثم دعا بخنجر له